الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } * { فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } * { فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ } * { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ } * { فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } * { قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } * { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } * { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } * { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ }

{ إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون } أي غرباء لا نعرفكم. قال ابن عباس: قال في نفسه هؤلاء قوم لا نعرفهم وقيل: إنما أنكر أمرهم، لأنهم دخلوا بغير استئذان وقيل: أنكر سلامهم في ذلك الزمان وفي تلك الأرض { فراغ } أي عدل ومال { إلى أهله فجاء بعجل سمين } أي جيد وكان مشوياً. قيل: كان عامة مال إبراهيم البقر فجاء بعجل { فقربه إليهم } هذا من آداب المضيف أن يقدم الطعام إلى الضيف ولا يحوجهم السعي إليه فلما لم يأكلوا { قال ألا تأكلون } يعني أنه حثهم على الأكل. وقيل: عرض عليهم الأكل من غير أن يأمرهم { فأوجس } أي فأضمر { منهم خيفة } لأنهم لم يتحرموا بطعامه { قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم } أي يبلغ ويعلم وقيل: عليم أي نبي { فأقبلت امرأته } قيل لم يكن ذلك إقبالاً من مكان إلى مكان بل كانت في البيت فهو كقول القائل أقبل يفعل كذا إذا أخذ فيه { في صرة } أي في صيحة والمعنى أنها أخذت تولول وذلك من عاد النساء إن سمعن شيئاً { فصكت وجهها } قال ابن عباس: لطمت وجهها. وقيل: جمعت أصابعها وضربت جبينها تعجباً وذلك من عادة النساء أيضاً إذا أنكرن شيئاً { وقالت عجوز عقيم } معناه: أتلد عجوز عقيم وذلك لأن سارة لم تلد قبل ذلك { قالوا كذلك قال ربك } أي كما قلنا لك قال ربك إنك ستلدين غلاماً { إنه هو الحكيم العليم } ثم إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما علم حالهم وأنهم من الملائكة { قال فما خطبكم } أي فما شأنكم وما طلبكم { أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين } يعني قوم لوط { لنرسل عليهم حجارة من طين } قيل هو الآجر { مسومة } أي معلمة قيل على كل حجر اسم من يهلك به. وقيل: معلمه بعلامة تدل على أنها ليست من حجارة الدنيا { عند ربك للمسرفين } قال ابن عباس يعني المشركين لأن الشرك أسرف الذنوب وأعظمها.