الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } * { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْوَعِيدِ } * { وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } * { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } * { وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } * { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ }

قوله تعالى: { وجاءت سكرة الموت } أي غمرته وشدته التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله { بالحق } أي بحقيقة الموت وقيل بالحق من أمر الآخرة حتى يتبينه الإنسان ويراه بالعيان وقيل بما يؤول إليه أمر الإنسان من السعادة والشقاوة { ذلك ما كنت منه تحيد } أي يقال لمن جاءته سكرة الموت: ذلك الذي كنت عنه تميل. وقيل: تهرب وقال ابن عباس: تكره { ونفخ في الصور } يعني نفخة البعث { ذلك يوم الوعيد } أي ذلك اليوم الذي وعد الله الكفار أن يعذبهم فيه { وجاءت } أي في ذلك اليوم { كل نفس معها سائق } أي يسوقها إلى المحشر { وشهيد } أي يشهد عليها بما عملت. قال ابن عباس: السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم الأيدي والأرجل فيقول الله تعالى لصاحب تلك النفس { لقد كنت في غفلة من هذا } أي من هذا اليوم في الدنيا { فكشفنا عنك غطاءك } أي الذي كان على قلبك وسمعك وبصرك في الدنيا { فبصرك اليوم حديد } أي قوي ثابت نافذ تبصر ما كنت تتكلم به في الدنيا. وقيل: ترى ما كان محجوباً عنك وقيل نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك { وقال قرينه } يعني الملك الموكل به { هذا ما لدي } أي عندي { عنيد } أي معد محضر. وقيل: يقول الملك هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته وأحضرت ديوان عمله { ألقيا في جهنم } أي يقول الله تعالى لقرينه وقيل هذا أمر للسائق والشهيد { كل كفار } أي شديد الكفر { عنيد } أي عاص معرض عن الحق معاند لله فيما أمره به.