الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ }

{ وترى كل أمة جاثية } أي باركة على الركب وهي جلسة المخاصم بين يدي الحاكم ينتظر القضاء قال سلمان الفارسي إن في القيامة ساعة هي عشر سنين يخر الناس فيها جثاة على الركب حتى إبراهيم ينادي ربه لا أسألك إلا نفسي { كل أمة تدعى إلى كتابها } أي الذي فيه أعمالها ويقال لهم { اليوم تجزون ما كنتم تعملون } أي من خير وشر { هذا كتابنا } يعني ديوان الحفظة. فإن قلت كيف أضاف الكتاب إليهم أولاً بقوله { تدعى إلى كتابها } وإليه ثانياً بقوله { هذا كتابنا }. قلت لا منافاة بينهما فإضافته إليهم لأنه كتاب أعمالهم وإضافته إليه لأنه تعالى هو آمر الحفظة بكتبه { ينطق عليكم بالحق } أي يشهد عليكم ببيان شاف كأنه ينطق وقيل المراد بالكتاب اللوح المحفوظ { إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } أي نأمر الملائكة بنسخ أعمالكم وكتابتها وإثباتها عليكم وقيل نستنسخ أي نأخذ نسخته وذلك أن الملكين يرفعان عمل الإنسان فيثبت الله منه ما كان له ثواب وعليه عقاب ويطرح منه اللغو نحو قولهم هلم واذهب، وقيل الاستنساخ من اللوح المحفوظ تنسخ الملائكة كل عام ما يكون من أعمال بني آدم والاستنساخ لا يكون إلا من أصل فينسخ كتاب من كتاب { فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته } أي جنته { ذلك هو الفوز المبين } أي الظفر الظاهر { وأما الذين كفروا } أي يقال لهم { أفلم تكن آياتي تتلى عليكم } يعني آيات القرآن { فاستكبرتم } أي عن الإيمان بها { وكنتم قوماً مجرمين } يعني كافرين منكرين قوله عز وجل: { وإذا قيل إن وعد الله حق } أي البعث كائن { والساعة لا ريب فيها } أي لا شك في أنها كائنة { قلتم ما ندري ما الساعة } أي أنكرتموها وقلتم { إن نظن إلا ظناً } أي ما نعلم ذلك إلا حدساً وتوهماً { وما نحن بمستيقنين } أي إنها كائنة.