الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } * { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ } * { ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ } * { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ } * { لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ }

{ وتراهم يعرضون عليها } أي على النار { خاشعين من الذل } أي خاضعين متواضعين { ينظرون من طرف خفي } يعني يسارقون النظر إلى النار خوفاً منها وذلة في أنفسهم، وقيل ينظرون بطرف خفي أي ضعيف من الذل، وقيل ينظرون إلى النار بقلوبهم لأنهم يحشرون عمياً والنظر بالقلب خفي { وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم } يعني بأن صاروا إلى النار. { وأهليهم يوم القيامة } يعني وخسروا أهليهم بأن صاروا لغيرهم في الجنة { ألا إن الظالمين في عذاب مقيم وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل } أي وصول إلى الحق في الدنيا والجنة في العقبى فقد استدت عليهم طرق الخير { استجيبوا لربكم } أي أجيبوا داعي الله يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { من قبل من أن يأتي يوم لا مرد له من الله } أي لا يقدر أحد على دفعه وهو يوم القيامة وقيل هو يوم الموت { ما لكم من ملجأ يومئذ } أي ما لكم من مخلص من العذاب وقيل من الموت { وما لكم من نكير } أي ينكر حالكم وقيل النكير الإنكار يعني لا تقدرون أن تنكروا من أعمالكم شيئاً { فإن أعرضوا } أي عن الإجابة { فما أرسلناك عليهم حفيظاً } أي تحفظ أعمالهم { إن عليك إلا البلاغ } أي ليس عليك إلا البلاغ وفيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم { وإنا أذا أذقنا الإنسان منا رحمة } قال ابن عباس: يعني الغنى والصحة { فرح بها وإن تصبهم سيئة } أي قحط { ما قدمت أيديهم } أي من الأعمال الخبيثة { فإن الإنسان كفور } أي لما تقدم من نعمة الله تعالى عليه. قوله عز وجل: { لله ملك السموات والأرض } يعني له التصرف فيهما بما يريد { يخلق ما يشاء } أي لا يقدر أحد أن يعترض عليه في ملكه وإرادته { يهب لمن يشاء إناثاً } أي فلا يولد له ذكر { ويهب لمن يشاء الذكور } أي فلا يولد له أنثى.