الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَٱلْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } * { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ }

قوله عز وجل: { والذين يحاجون في الله } أي يخاصمون في دين الله قيل هم اليهود قالوا كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم فنحن خير منكم فهذه خصومتهم { من بعد ما استجيب له } أي من بعد ما استجاب الناس لدين الله تعالى فأسلموا ودخلوا في دينه لظهور معجزة نبيه صلى الله عليه وسلم { حجتهم داحضة } أي خصومتهم باطلة { عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد } أي في الآخرة { الله الذي أنزل الكتاب بالحق } أي الكتاب المشتمل على أنواع الدلائل والأحكام { والميزان } أي العدل سمي العدل ميزاناً لأن الميزان آلة الإنصاف والتسوية، قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الله تعالى بالوفاء ونهى عن البخس { وما يدريك لعل الساعة قريب } أي وقت إتيانها قريب وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الساعة وعنده قوم من المشركين فقالوا تكذيباً له متى تكون الساعة فأنزل الله تعالى: { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } أي ظناً منهم أنها غير آتية { والذين آمنوا مشفقون } أي خائفون { منها ويعلمون أنها الحق } أي أنها آتية لا شك فيها { ألا إن الذين يمارون } أي يخاصمون { في الساعة } وقيل يشكون فيها { لفي ضلال بعيد }