الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّـارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْـبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ ٱلنَّارِ } * { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ ٱلْعِبَادِ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلنَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ ٱلْعَذَابِ } * { قَالُوۤاْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالُواْ بَلَىٰ قَالُواْ فَٱدْعُواْ وَمَا دُعَاءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } * { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } * { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ ٱلْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ }

قوله تعالى: { وإذ يتحاجون } أي واذكر يا محمد لقومك إذ يختصمون يعني أهل النار { في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً } أي في الدنيا { فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار قال الذين استكبروا } يعني الرؤساء والقادة { إنا كل فيها } يعني نحن وأنتم { إن الله قد حكم بين العباد } أي قضى علينا وعليكم { وقال الذين في النار } يعني حين اشتد عليهم العذاب { لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب قالوا } يعني الخزنة { أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات } يعني لا عذر لكم بعد مجيء الرسل { قالوا بلى } أي اعترفوا بذلك { قالوا فادعوا } يعني أنتم إنا لا نَّدعوا لكم لأنهم علموا أنه لا يخفف عنهم العذاب قال الله تعالى: { وما دعاء الكافرين إلا في ضلال } يعني يبطل ويضل ولا ينفعهم. قوله عز وجل: { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا } قال ابن عباس بالغلبة والقهر، وقيل بالحجة وقيل بالانتقام من الأعداء في الدنيا والآخرة وكل ذلك حاصل لهم فهم منصورون بالحجة على من خالفهم تارة وقد نصرهم الله بالقهر على من عاداهم وأهلك أعداءهم بالانتقام منهم كما نصر يحيى بن زكريا لما قتل فإنه قتل به سبعين ألفاً { ويوم يقوم الأشهاد } يعني وننصرهم يوم القيامة يوم يقوم الأشهاد وهم الحفظة من الملائكة يشهدون للرسل بالتبليغ وعلى الكفار بالتكذيب { يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم } أي إن اعتذروا عن كفرهم لم يقبل منهم { ولهم اللعنة } أي البعد من الرحمة { ولهم سوء الدار } يعني جهنم.