الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } * { وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده } أي بالجنة { وأورثنا الأرض } أي أرض الجنة نتصرف فيها كما نشاء تشبيهاً بحال الوارث وتصرفه فيما يرثه وهو قوله تعالى: { نتبوأ } أي ننزل { من الجنة } أي في الجنة { حيث نشاء } فإن قلت فما معنى قوله { حيث نشاء } وهل يتبوأ أحدهم مكان غيره. قلت يكون لكل واحد منهم جنة لا توصف سعة وحسناً وزيادة على الحاجة فيتبوأ من جنته حيث يشاء ولا يحتاج إلى غيره وقيل إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم يدخلون الجنة قبل الأمم فينزلون فيها حيث شاؤوا ثم تنزل الأمم بعدهم فيما فضل منها قال الله عز وجل: { فنعم أجر العاملين } أي ثواب المطيعين في الدنيا الجنة في العقبى { وترى الملائكة حافين من حول العرش } أي محدقين محيطين بحافته وجوانبه { يسبحون بحمد ربهم } وقيل هذا تسبيح تلذذ لا تسبيح تعبد لأن التكليف يزول في ذلك اليوم { وقضي بينهم بالحق } بين أهل الجنة وأهل النار بالعدل { وقيل الحمد لله رب العالمين } أي يقول أهل الجنة شكراً حين تمَّ وعد الله لهم، وقيل ابتدأ الله ذكر الخلق بالحمد في قولهالحمد لله الذي خلق السموات والأرض } [الأَنعام: 1] وختم بالحمد في آخر الأمر وهو استقرار الفريقين في منازلهم فنبه بذلك على تحميده في بداءة كل أمر وخاتمته والله تعالى أعلم بمراده وأسرار كتابه.