{ قالوا } يعني الأتباع { ربنا من قدم لنا هذا } أي شرعه وسنه لنا { فزده عذاباً ضعفاً في النار } أي ضعف عليه العذاب في النار. قال ابن عباس حيات وأفاعي { وقالوا } يعني كفار قريش وصناديدهم وأشرافهم وهم في النار { ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم } أي في الدنيا { من الأشرار } يعنون بذلك فقراء المؤمنين مثل عمار وخباب وصهيب وبلال وسليمان وإنما سموهم أشراراً لأنهم كانوا على خلاف دينهم { أتخذناهم سخرياً أم زاغت عنهم الأبصار } يعني أن الكفار إذا دخلوا النار نظروا فلم يروا فيها الذين كانوا يسخرون منهم فقالوا ما لنا لا نرى هؤلاء الذين اتخذناهم سخرياً لم يدخلوا معنا النار أم دخلوها فزاغت عنهم الأبصار أي أبصارنا فلم نرهم حين دخلوا. وقيل معناه أم هم في النار ولكن احتجبوا عن أبصارنا وقيل معناه أم كانوا خيراً منا ونحن لا نعلم فكانت أبصارنا تزيغ عنهم في الدنيا فلا نعدهم شيئاً { إن ذلك } أي الذي ذكر { لحق } ثم بين ذلك فقال تعالى: { تخاصم أهل النار } أي في النار وإنما سماه تخاصما لأن قول القادة للأتباع لأمر حبا بكم وقول الأتباع للقادة بل أنتم لا مرحباً بكم من باب الخصومة. قوله عز وجل: { قل } أي يا محمد لمشركي مكة { إنما أنا منذر } أي مخوف { وما من إله إلا الله الواحد } يعني الذي لا شريك له في ملكه { القهار } أي الغالب وفيه شعار بالترهيب والتخويف ثم أردفه بما يدل على الرجاء والترغيب فقال تعالى: { رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار } فكونه رباً يشعر بالتربية والإحسان والكرم والجود وكونه غفاراً يشعر بأنه يغفر الذنوب وإن عظمت ويرحم { قل هو نبأ عظيم } يعني القرآن قاله ابن عباس وقيل يعني القيامة.