الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ } * { أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ } * { إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } * { فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ قل يحييها الذي أنشأها أول مرة } أي خلقها أول مرة وابتدأ خلقها { وهو بكل خلق } أي من الابتداء والإعادة { عليم } أي يعلم كيف يخلق لا يتعاظمه شيء من خلق المبدأ أو المعاد { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً } قال ابن عباس رضي الله عنهما هما شجرتان يقال لإحداهما المرخ بالراء والخاء المعجمة والأخرى العفار بالعين المهملة فمن أراد النار قطع منهما غصنين مثل السواكين وهما خضراوان يقطر منهما الماء فيسحق المرخ على العفار فتخرج منهما النار بإذن الله تعالى تقول العرب في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار أي استكثر منها وذلك أن هاتين الشجرتين من أكثر الشجر ناراً وقال الحكماء في كل شجر نار إلا العناب { فإذا أنتم منه توقدون } أي تقدحون فتوقدون النار من ذلك الشجر ثم ذكر ما هو أعظم من خلق الإنسان فقال تعالى: { أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى } أي هو القادر على ذلك { وهو الخلاق } يعني يخلق خلقاً بعد خلق { العليم } أي بجميع ما خلق { إنما أمره إذا أراد شيئاً } أي إحداث شيء وتكوينه { أن يقول له كن } أن يكونه من غير توقف { فيكون } أي فيحدث ويوجد لا محالة { فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء } أي هو مالك كل شيء والمتصرف فيه { وإليه ترجعون } أي تردون بعد الموت والله أعلم.