الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ ٱلْقِيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } * { مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } * { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَٱنتَقَمْنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } * { وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ } * { فَٱنظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ ٱللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } * { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } * { وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ }

قوله عز وجل: { فأقم و جهك للدين القيم } يعني لدين الإسلام { من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله } يعني يوم القيامة لا يقدر أحد على رده من الخلق { يومئذ يصدعون } يعني يتفرقون ثم ذكر الفريقين فقال تعالى { من كفر فعليه كفره } يعني وبال كفره { ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون } أي يوطئون المضاجع ويسوونها في القبور { ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله } قال ابن عباس: ليثيبهم الله ثواباً أكثر من أعمالهم { إنه لا يحب الكافرين } فيه تهديد ووعيد لهم. قوله تعالى { ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات } أي تبشر بالمطر { وليذيقكم من رحمته } أي بالمطر وهو الخصب { ولتجري الفلك } أي بهذه الرياح { بأمره ولتبتغوا من فضله } معناه لتطلبوا رزقه بالتجارة في البحر { ولعلكم تشكرون } أي هذه النعم. قوله تعالى { ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاؤهم بالبينات } أي بالدلالات الواضحات على صدقهم { فانتقمنا من الذين أجرموا } يعني أنا عذبنا الذين كذبوهم { وكان حقاً علينا نصر المؤمنين } أي مع أنجائهم من العذاب ففيه تبشير للنبي صلى الله عليه وسلم بالظفر في العاقبة والنصر على الأعداء عن أبي الدرداء قال: سمعت النبي صلى الله عليه سلم يقول: " ما من مسلم يرد عن عرض أخيه إلا من كان حقاً على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم لقيامة ثم تلا هذه الآية: وكان حقاً علينا نصر المؤمنين " أخرجه الترمذي ولفظه: " من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة " وقال حديث حسن. قوله عز وجل { والله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً } يعني تنشره { فيبسطه في السماء كيف يشاء } يعني مسيرة يوم أو يومين أو أكثر على ما يشاء { ويجعله كسفاً } أي قطعاً متفرقة { فترى الودق } أي المطر { يخرج من خلاله } أي من وسطه { فإذا أصاب به } يعني الودق { من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون } يعني يفرحون بالمطر { وإن كانوا } أي وقد كانوا { من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين } يعني آيسين { فانظر إلى آثار رحمة الله } يعني المطر والمعنى انظر حسن تأثيره في الأرض وهو قوله تعالى { كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى } يعني إن الذين أحيا الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموتى { وهو على كل شيء قدير ولئن أرسلنا ريحاً فرآه مصفراً } أي الزرع بعد الخضرة { لظلموا من بعده } أي من بعد اصفرار الزرع { يكفرون } أي يجحدون ما سلف من النعمة والمعنى أنهم يفرحون عند الخصب ولو أرسلت عذاباً على زرعهم لجحدوا سالف نعمتي { فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون } تقدم تفسيره.

السابقالتالي
2