الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ } * { أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوۤأَىٰ أَن كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ } * { ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } * { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } * { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ }

قوله عز وجل: { أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق } يعني لإقامة الحق { وأجل مسمى } أي لوقت معلوم إذا انتهت إليه فنيت وهو يوم القيامة { وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون أولم يسيروا في الأرض } أي يسافروا فيها { فينظرو كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } أي ينظروا إلى مصارع الأمم قبلهم فيعتبروا { كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض } أي حرثوها وقلبوها للزراعة { وعمروها } يعني الأمم الخالية { أكثر مما عمروها } يعني أهل مكة { وجاءتهم رسلهم بالبينات } أي فلم يؤمنوا فأهلكهم الله { فما كان الله ليظلمهم } أي بنقص حقوقهم { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } أي ببخس حقوقهم { ثم كان عاقبة الذين أساءوا } أي أساءوا العمل فاستحقوا { السوأى } يعني الخلة التي تسوءهم وهي النار وقيل السوء اسم لجهنم، ومعنى الآية أن عاقبة الذين عملوا السوء النار { أن كذبوا } أي لأنهم كذبوا وقيل معنى الآية ثم كان عاقبة المسيئين أن حملتهم تلك السيئات على أن كذبوا { بآيات الله وكانوا بها يستهزئون } قوله تعالى { الله يبدأ الخلق ثم يعيده } أي خلقهم ابتداء ثم يعيدهم بعد الموت أحياء { ثم إليه يرجعون } أي فيجزيهم بأعمالهم { ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون } قيل: معناه أنهم ييأسون من كل خير وقيل: ينقطع كلامهم وحججهم وقيل يفتضحون { ولم يكن لهم من شركائهم } يعني أصنامهم التي عبدوها { شفعاء } أي يشفون لهم { وكانوا بشركائهم كافرين } أي جاحدين متبرئين يتبرؤون منها وتتبرأ منهم { ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون } أي يتميز أهل الجنة من أهل النار. وقيل يتفرقون بعد الحساب أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار فلا يجتمعون أبداً فهو قوله تعالى { فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة } أي في جنة وقيل الروضة البستان الذي هو في غاية النضارة { يحبرون } قال ابن عباس يكرمون وقيل يتنعمون ويسرون والحبرة السرور. وقيل في معنى يحبرون: هو السماع في الجنة. قال الأوزاعي: ليس أحد من خلق الله أحسن صوتاً من إسرافيل فإذا أخذ في السماع قطع على أهل سبع سموات صلاتهم وتسبيحهم وقال: إذا أخذ السماع فلا يبقى في الجنة شجرة إلا وردته، وسأل أبا هريرة رجل: هل لأهل الجنة من سماع؟ فقال: نعم شجرة أصلها من ذهب وأغصانها من فضة وثمارها اللؤلؤ والزبرجد والياقوت يبعث الله ريحاً فيجاوب بعضها بعضاً فما يسمع أحد أحسن منه { وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة } أي البعث يوم القيامة { فأولئك في العذاب محضرون } قوله تعالى { فسبحان الله } أي فسبحوا الله ومعناه صلوا لله { حين تمسون } أي تدخلون في المساء وهي صلاة المغرب والعشاء { وحين تصبحون } أي تدخلون في الصباح وهي صلاة الصبح { وله الحمد في السموات والأرض } قال ابن عباس يحمده أهل السموات والأرض ويصلون له { وعشيّاً } أي وصلوا لله عشيّاً يعني صلاة العصر { وحين تظهرون } أي تدخلون في الظهيرة وهي صلاة الظهر.

السابقالتالي
2