الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وٱلأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } * { بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَآؤُنَآ أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ } * { لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } * { وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } * { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤمِنِينَ } * { إِن رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ }

النوع الخامس قوله تعالى: { أمن يبدأ الخلق } أي نطفاً في الأرحام { ثم يعيده } بعد الموت { ومن يرزقكم من السماء والأرض } أي من السماء بالمطر ومن الأرض بالنبات { أإله مع الله قل هاتوا برهانكم } أي حجتكم على قولكم إن مع الله إلهاً آخر { إن كنتم صادقين } قوله تعالى { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله } نزلت في المشركين حين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة. والمعنى أن الله هو الذي يعلم الغيب وحده ويعلم متى تقوم الساعة { ما يشعرون أيان يبعثون } يعني أن من في السموات وهم الملائكة ومن في الأرض وهم بنو آدم لا يعلمون متى يبعثون والله تعالى تفرد بعلم ذلك { بل ادارك علمهم } أي بلغ ولحق علمهم { في الآخرة } هو ما جهلوه في الدنيا وسقط عنهم علمه. وقيل بل علموا في الآخرة حين عاينوها ما شكوا فيه وعلموا عنه في الدنيا وهو قوله تعالى { بل هم في شك منها } أي هم اليوم في شك من الساعة { بل هم منها عمون } جمع عم وهو أعمى القلب وقيل معنى الآية أن الله أخبر عنهم إذا بعثوا يوم القيامة يستوي علمهم في الآخرة، وما وعدوا فيها من الثواب والعقاب وإن كانت علومهم مختلفة في الدنيا. قوله تعالى { وقال الذين كفروا } أي مشركو مكة { أإذا كنا تراباً وآباؤنا أإنا لمخرجون } أي من قبورنا أحياء { لقد وعدنا هذا } أي هذا البعث { نحن وآباؤنا من قبل } أي من قبل محمد صلى الله عليه سلم وليس ذلك بشيء { إن هذا } أي ما هذا { إلا أساطير الأولين } أي أحاديثهم وأكاذيبهم التي كتبوها { قيل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ولا تحزن عليهم } أي بتكذيبهم إياك وإعراضهم عنك. { ولا تكن في ضيق مما يمكرون } نزلت في المستهزئين الذي اقتسموا عقاب مكة { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل عسى أن يكون ردف } أي دنا وقرب { لكم } وقيل معناه ردفكم { بعض الذي تستعجلون } أي من العذاب فحل بهم ذلك يوم بدر. قوله عز وجل { وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم } أي تخفي { وما يعلنون } أي من عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم { وما من غائبة } أي من جملة غائبة من مكتوم سر وخفي أمر وشيء غائب { في السماء والأرض إلا في كتاب مبين } يعني في اللوح المحفوظ { إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل } أي يبين لهم { أكثر الذين هم فيه يختلفون } أي من أمر الدين، وذلك أن أهل الكتاب اختلفوا فيما بينهم فصاروا أحزاباً يطعن بعضهم على بعض فنزل القرآن ببيان ما اختلفوا فيه { وإنه } يعني القرآن { لهدى ورحمة للمؤمنين إن ربك يقضي بينهم } أي يفصل بينهم ويحكم بين المختلفين في الدين يوم القيامة { بحكمة } أي الحق { هو العزيز } الممتنع الذي لا يرد له أمر { العليم } أي بأحوالهم فلا يخفى عليه شيء منها.