الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } * { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً }

قوله عزّ وجلّ { تبارك } تفاعل من البركة قيل: معناه جاء لكل بركة وخير وقيل معناه تعظيم { الذي نزل الفرقان } أي القرآن سماه فرقاناً لأنه فرق بين الحق والباطل، والحلال والحرام وقيل لأنه نزل مفرقاً في أوقات كثيرة ولهذا قال نزل بالتشديد لتكثير التفريق { على عبده } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { ليكن للعالمين } أي للإنس والجن { نذيراً } قيل هو القرآن وقيل النذير هو محمد صلى الله عليه وسلم { الذي له ملك السموات والأرض } أي هو المتصرف فيهما كيف يشاء { ولم يتخذ ولداً } أي هو الفرد في وحدانيته، وفيه رد على النصارى { ولم يكن له شريك في الملك } يعني هو المنفرد بالإلهية، وفيه رد على الثنوية وعباد الأصنام { وخلق كل شيء } مما تطلق عليه صفة المخلوق { فقدره تقديراً } أي سواه وهيأه لما يصلح له لا خلل فيه ولا تفاوت، وقيل: قدر كل شيء تقديراً من الأجل والرزق فجرت المقادير على ما خلق.