فقال تعالى: { الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } يعني خافت من عقاب الله فيظهر عليها الخشوع والتواضع لله تعالى { والصابرين على ما أصابهم } يعني من البلاء والمرض والمصائب ونحو ذلك مما كان من الله تعالى وما كان من الله تعالى وما كان من غير الله فله أن يصبر عليه وله أن ينتصر لنفسه { والمقيمي الصلاة } يعني في أوقاتها محافظة عليها { ومما رزقناهم ينفقون } يعني يتصدّقون. قوله تعالى { والبدن } جميع بدنه سميت بدنة لعظمها وضخامتها، يريد الإبل الصحاح الأجسام والبقر ولا تسمى الغنم بدنة لصغرها { جعلناها لكم من شعائر الله } يعني من أعلام دينه قيل لأنه تشعر وهو أن تطعن بحديدة في سنامها فيعلم بذلك أنها هدي { لكم فيها خير } يعني نفع في الدنيا وثواب في العقبى { فاذكروا اسم الله عليها } يعني عند نحرها { صواف } يعني قياماً على ثلاث قوائم قد صفت رجليها ويدها اليمنى والأخرى معقولة فنحرها كذلك ق عن زياد بن جبير قال: " رأيت ابن عمر أتى على رجل قد أناخ بدنة ينحرها قال ابعثها قياماً مقيدة سنّة محمد صلى الله عليه وسلم " { فإذا وجبت جنوبها } يعني سقطت بعد النحر ووقع جنبها على الأرض { فكلوا منها } أمر إباحة { وأطعموا القانع والمعتر } قيل القانع الجالس في بيته المتعفف يقنع بما يعطى ولا يسأل. والمعتر هو الذي يسأل وعن ابن عباس القانع هو الذي لا يسأل ولا يتعرض. وقيل: القانع هو الذي يسأل والمعتر هو الذي يريك نفسه ويتعرض ولا يسأل وقيل القانع المسكين والمعتر الذي ليس بمسكين ولا تكون له ذبيحة يجيء إلى القوم فيتعرض لهم لأجل لحمهم { كذلك } يعني مثل ما وصفنا من نحرها قياماً { سخرناها لكم } يعني لتتمكنوا من نحرها { لعلكم تشكرون } يعني إنعام الله عليكم { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها } وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروا البدن لطخوا الكعبة بدمائها يزعمون أن ذلك قربة إلى الله تعالى فأنزل الله { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها } يعني لن ترفع إلى الله لحومها ولا دماؤها { ولكن يناله التقوى منكم } يعني ولكن ترفع إليه الأعمال الصالحة والإخلاص وهو ما أريد به وجه الله { كذلك سخرها لكم } يعني البدن { لتكبروا الله على ما هداكم } وأرشدكم لمعالم دينه ومناسك حجه وهو أن يقول الله: أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أولانا { وبشر المحسنين } قال ابن عباس الموحدين. قوله تعالى { إن الله يدافع عن الذين آمنوا } أي يدفع غائلة المشركين عن المؤمنين ويمنعهم منهم وينصرهم عليهم { إنّ الله لا يحب كل خوان كفور } أي خوان في أمانة الله كفور لنعمته.