الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { وَلَقَدْ جَآءَكُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } * { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

{ وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله } يعني بالقرآن وقيل: بكل ما أنزل الله { قالوا نؤمن بما أنزل علينا } يعني التوارة وما أنزل على أنبيائهم { ويكفرون بما وراءه } أي بما سواه من الكتب وقيل: بما بعده يعني الإنجيل والقرآن { وهو الحق } يعني القرآن { مصدقاً لما معهم } يعني التوراة { قل } يا محمد { فلم تقتلون أنبياء الله من قبل } إنما أضاف القتل للمخاطبين من اليهود، وإن كان سلفهم قتلوا لأنهم رضوا بفعلهم قيل: إذا عملت المعصية في الأرض فمن كرهها وأنكرها بريء منها، ومن رضيها كان من أهلها { إن كنتم مؤمنين } أي بالتوراة وقد نهيتم فيها عن قتل الأنبياء. قوله عز وجل { ولقد جاءكم موسى بالبينات } أي بالدلالات الواضحة والمعجزات الباهرة { ثم اتخذتم العجل من بعده } أي من بعد موسى لما ذهب إلى الميقات { وأنتم ظالمون } إنما كرره تبكيتاً لهم وتأكيداً للحجة عليهم { وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا } أي استجيبوا وأطيعوا أي فيما أمرتم به { قالوا سمعنا } يعني قولك { وعصينا } يعني أمرك وقيل إنهم لم يقولوا بألسنتهم، ولكن لما سمعوه وتلقوه تلقوه بالعصيان فنسب ذلك إليهم { وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم } أي تداخل حبه في قلوبهم والحرص على عبادته كما يتداخل الصبغ في الثوب. وقيل: إن موسى أمر أن يبرد العجل ويذرى في النهر وأمرهم أن يشربوا منه فمن بقي في قلبه شيء من حب العجل، ظهر سحالة الذهب على شاربه { قل بئسما يأمركم به إيمانكم } أي بأن تعبدوا العجل والمعنى بئس الإيمان إيمان يأمر بعبادة العجل { إن كنتم مؤمنين } أي بزعمكم وذلك أنهم قالوا: نؤمن بما أنزل علينا فكذبهم الله تعالى بذلك.