الرئيسية - التفاسير


* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ) مصنف و مدقق


{ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ }

{ أولئك } يعني من هذه صفتهم { عليهم صلوات من ربهم } قال ابن عباس: أي مغفرة من ربهم ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: " اللهم صل على آل أبي أوفى " أي أغفر لهم وأرحمهم وإنما جمع الصلوات لأنه عنى مغفرة، بعد مغفرة ورحمة بعد رحمة { ورحمة } قال ابن عباس: ونعمة والرحمة من الله إنعامه وإفضاله وإحسانه، ومن الآدميين رقة وتعطف. وقيل: إنما ذكر الرحمة بعد الصلوات لأن الصلاة من الله الرحمة لاتساع المعنى واتساع اللفظ وتفعل ذلك العرب كثيراً، إذا اختلف اللفظ، واتفق المعنى، وقيل: كررهما للتأكيد أي عليهم رحمة بعد رحمة { وأولئك هم المهتدون } يعني إلى الاسترجاع. وقيل: إلى الجنة الفائزون بالثواب. وقيل: المهتدون إلى الحق والصواب. وقال عمر بن الخطاب: نعم العدلان ونعمت العلاوة فالعدلان الصلاة والرحمة والعلاوة الهداية. فصل: في ذكر أحاديث وردت في ثواب أهل البلاء وأجر الصابرين خ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيراً يصب منه " يعني يبتليه بالمصائب حتى يأجره على ذلك ق عن أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلاّ كفر الله عنه بها خطاياه " النصب التعب والإعياء والوصب المرض ق عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلاّ حط الله عنه من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " ق عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأرزة لا تهتز حتى تحصد " الأرزة شجر معروف بالشام ويعرف في العراق، ومصر بالصنوبر والصنوبر ثمرة الأرزة وقيل: الأرزة الثابتة في الأرض. عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أراد الله بعبد خيراً عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبد شراً أمسك عنه حتى يوافي يوم القيامة " وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط " أخرجه الترمذي. وله عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض " وله عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

السابقالتالي
2