الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } * { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } * { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } * { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } * { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } * { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } * { وَهُوَ يَخْشَىٰ } * { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } * { كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } * { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } * { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ } * { مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ } * { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } * { كِرَامٍ بَرَرَةٍ } * { قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ } * { مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ } * { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } * { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } * { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } * { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } * { كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ } * { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً } * { ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } * { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } * { وَعِنَباً وَقَضْباً } * { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً } * { وَحَدَآئِقَ غُلْباً } * { وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } * { مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } * { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } * { وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ } * { وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } * { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } * { ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } * { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } * { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } * { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ }

{ عَبَسَ } كلح أي النبي صلى الله عليه وسلم { وَتَوَلَّى } أعرض { أن جَاءَهُ } لأن جاءه ومحله نصب لأنه مفعول له، والعامل فيه { عبس } أو تولى على اختلاف المذهبين { الأعمى } عبد الله بن أم مكتوم، وأم مكتوم أم أبيه، وأبوه شريح بن مالك، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو أشراف قريش إلى الإسلام فقال: يا رسول الله علمني مما علمك الله وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه فنزلت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه بعدها ويقول: " مرحباً بمن عاتبني فيه ربي " واستخلفه على المدينة مرتين { وما يدريك } وأي شيء يجعلك دارياً بحال هذا الأعمى { لعلّه يَزَّكَّىٰ } لعل الأعمى يتطهر بما يسمع منك من دنس الجهل. وأصله يتزكى فأدغمت التاء في الزاي، وكذا { أو يَذَّكَّرُ } يتعظ { فَتَنفَعَهُ } نصبه عاصم غير الأعشى جواباً لـ «لعل» وغيره رفعه عطفاً على { يذكر } { الذِّكرىٰ } ذكراك أي موعظتك أي أنك لا تدري ما هو مترقب منه من ترك، أو تذكر ولو دريت لما فرط ذلك منك.

{ أمّا مَنِ استغنى } أي من كان غنياً بالمال { فأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } تتعرض بالإقبال عليه حرصاً على إيمانه { تصدى } بإدغام التاء في الصاد: حجازي { وما عليك ألاّ يزّكّى } وليس عليك بأس في أن لا يتزكى بالإسلام إن عليك إلا البلاغ { وأمّا من جاءَكَ يسعى } يسرع في طلب الخير { وهو يخشى } الله أو الكفار أي أذاهم في إتيانك أو الكبوة كعادة العميان { فأنت عنه تلهّى } تتشاغل وأصله تتلهى. ورُوي أنه ما عبس بعدها في وجه فقير قط ولا تصدى لغني. ورُوي أن الفقراء في مجلس الشورى كانوا أمراء. { كَلاَّ } ردع أي لا تعد إلى مثله { إنَّها } إن السورة أو الآيات { تذكرةٌ } موعظة يجب الاتعاظ بها والعمل بموجبها { فمن شاء ذكره } فمن شاء أن يذكره ذكره. أو ذكر الضمير لأن التذكرة في معنى الذكر والوعظ، والمعنى فمن شاء الذكر ألهمه الله تعالى إياه { في صُحُفٍ } صفة لـ { تذكرة } أي أنها مثبتة في صحف منتسخة من اللوح، أو خبر مبتدأ محذوف أي هي في صحف { مُّكَرَّمَةٍ } عند الله { مَّرْفُوعَةٍ } في السماء أو مرفوعة القدر والمنزلة { مُّطَهَّرَةٍ } عن مس غير الملائكة أو عما ليس من كلام الله تعالى { بأيدي سفرةٍ } كتبة جمع سافر أي الملائكة ينتسخون الكتب من اللوح { كِرَامٍ } على الله أو عن المعاصي { بررةٍ } أتقياء جمع بار.

{ قتل الإنسَانُ } لعل الكافر أو هو أمية أو عتبة { ما أكْفَرَهُ } استفهام توبيخ أي أي شيء حمله على الكفر، أو هو تعجب أي ما أشد كفره { مِنْ أيِّ شيءٍ خَلَقَهُ } من أي حقير خلقه! وهو استفهام ومعناه التقرير.

السابقالتالي
2