{ يَوْمَ } منصوب بما في { لَدَيْنَا } من معنى الفعل أي استقر للكفار لدينا كذا وكذا يوم { تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ } أي تتحرك حركة شديدة { وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً } رملاً مجتمعاً من كثب الشيء إذا جمعه كأنه فعيل بمعنى مفعول { مَّهِيلاً } سائلاً بعد اجتماعه { إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ } يا أهل مكة { رَسُولاً } يعني محمداً عليه السلام { شَـٰهِداً عَلَيْكُمْ } يشهد عليكم يوم القيامة بكفركم وتكذيبكم { كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولاً } يعني موسى عليه السلام { فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ ٱلرَّسُولَ } أي ذلك الرسول «إذ» النكرة وإذا أعيدت معرفة كان الثاني عين الأول { فَأَخَذْنَـٰهُ أَخْذاً وَبِيلاً } شديداً غليظاً. وإنما خص موسى وفرعون لأن خبرهما كان منتشراً بين أهل مكة لأنهم كانوا جيران اليهود { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً } هو مفعول { تَتَّقُونَ } أي كيف تتقون عذاب يوم كذا إن كفرتم؟ أو ظرف أي فكيف لكم التقوى في يوم القيامة إن كفرتم في الدنيا؟ أو منصوب بـ { كَفَرْتُمْ } على تأويل جحدتم أي كيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة والجزاء لأن تقوى الله خوف عقابه { يَجْعَلُ ٱلْوِلْدٰنَ } صفة لـ { يَوْماً } والعائد محذوف أي فيه { شِيباً } من هوله وشدته وذلك حين يقال لآدم عليه السلام: قم فابعث بعث النار من ذريتك وهو جمع أشيب. وقيل: هو على التمثيل للتهويل يقال لليوم الشديد: يوم يشيب نواصي الأطفال. { السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ } وصف لليوم بالشدة أيضاً أي السماء على عظمها وإحكامها تنفطر به أي تنشق فما ظنك بغيرها من الخلائق؟ والتذكير على تأويل السماء بالسقف أو السماء شيء منفطر، وقوله { بِهِ } أي بيوم القيامة يعني أنها تنفطر لشدة ذلك اليوم وهوله كما ينفطر الشيء بما يفطر به { كَانَ وَعْدُهُ } المصدر مضاف إلى المفعول وهو اليوم، أو إلى الفاعل وهو الله عز وجل { مَفْعُولاً } كائناً { إِنَّ هَـٰذِهِ } الآيات الناطقة بالوعيد { تَذْكِرَةٌ } موعظة { فَمَن شَاءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبّهِ سَبِيلاً } أي فمن شاء اتعظ بها واتخذ سبيلاً إلى الله بالتقوى والخشية. { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ } أقل فاستعير الأدنى وهو الأقرب للأقل لأن المسافة بين الشيئين إذا دنت قل ما بينهما من الأحياز، وإذا بعدت كثر ذلك { مِن ثُلُثَىِ ٱلَّيْلِ } بضم اللام: سوى هشام { وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ } منصوبان عطف على { أدنى } مكي وكوفي، ومن جرهما عطف على { مِن ثُلُثَىِ } { وَطَائِفَةٌ } عطف على الضمير في { تَقُومُ } وجاز بلا توكيد لوجود الفاصل { مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَ } أي ويقوم ذلك المقدار جماعة من أصحابك { وَٱللَّهُ يُقَدِّرُٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ } أي ولا يقدر على تقدير الليل والنهار ولا يعلم مقادير ساعاتهما إلا الله وحده.