{ وَلَهُ } عطف على { لِلَّهِ } { مَا سَكَنَ فِي ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } من السكنى حتى يتناول الساكن والمتحرك أو من السكون ومعناه ما سكن وتحرك فيهما فاكتفى بأحد الضدين عن الآخر كقوله { تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ } [النحل: 82] أي الحر والبرد، و ذكر السكون لأنه أكثر من الحركة وهو احتجاج على المشركين لأنهم لم ينكروا أنه خالق الكون و مدبره { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } يسمع كل مسموع ويعلم كل معلوم فلا يخفى عليه شيء مما يشتمل عليه الملوان. { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً } ناصراً ومعبوداً وهو مفعول ثان لـ { ٱتَّخَذَ } والأول { غَيْرَ } وإنما أدخل همزة الاستفهام على مفعول { ٱتَّخَذَ } لا عليه لأن الإنكار في اتخاذ غير الله ولياً لا في اتخاذ الولي فكان أحق بالتقديم { فَاطِرَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } بالجر صفة لله أي مخترعهما. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ما عرفت معنى الفاطر حتى اختصم إليّ أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها أي ابتدأتها { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } وهو يرزق ولا يرزق أي المنافع كلها من عنده ولا يجوز عليه الانتفاع { قُلْ إِنّى أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ } لأن النبي سابق أمته في الإسلام كقوله: { وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنتَ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } [الأنعام: 163] { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } وقيل لي لا تكونن من المشركين ولو عطف على ما قبله لفظاً لقيل: وأن لا أكون، والمعنى: أمرت بالإسلام ونهيت عن الشرك { قُلْ إِنّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } أي إني أخاف عذاب يوم عظيم وهو القيامة إن عصيت ربي فالشرط معترض بين الفاعل والمفعول به محذوف الجواب { مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ } العذاب { يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ } الله الرحمة العظمى وهي النجاة. { مَّن يُصْرَفْ } حمزة وعلي و أبو بكر. أي من يصرف الله عنه العذاب { وَذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ } النجاة الظاهرة { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرّ } من مرض أو فقر أوغير ذلك من بلاياه { فَلاَ كَـٰشِفَ لَهُ إلا هُوَ } فلا قادر على كشفه إلا هو { وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ } من غنى أو صحة { فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ } فهو قادر على إدامته وإزالته { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ } مبتدأ وخبر أي الغالب المقتدر { فَوْقَ عِبَادِهِ } خبر بعد خبر أي عال عليهم بالقدرة. والقهر بلوغ المراد بمنع غيره من بلوغه { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } في تنفيذ مراده { ٱلْخَبِيرُ } بأهل القهر من عباده. { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَـٰدةً } { أَيُّ شَيْء } مبتدأ و { أَكْبَرُ } خبره و { شَهَادَةً } تمييز و «أي» كلمة يراد بها بعض ما تضاف إليه، فإذا كانت استفهاماً كان جوابها مسمى باسم ما أضيفت إليه.