{ أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } هو تقرير لسيرهم في البلاد ونظرهم إلى آثار المدمرين من عاد وثمود وغيرهم من الأمم العاتية. ثم وصف حالهم فقال { كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ } وحرثوها { وَعَمَرُوهَا } أي المدمرون { أَكْثَرَ } صفة مصدر محذوف. و«ما» مصدرية في { مِمَّا عَمَرُوهَا } أي من عمارة أهل مكة { وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَاتِ } وتقف عليها لحق الحذف أي فلم يؤمنوا فأهلكوا { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } فما كان تدميره إياهم ظلماً لهم { وَلَـٰكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ولكنهم ظلموا أنفسهم حيث عملوا ما أوجب تدميرهم { ثُمَّ كَانَ عَـٰقِبَةَ } بالنصب: شامي وكوفي { ٱلَّذِينَ أَسَآوُاْ ٱلسَّوأىَ } تأنيث الأسوأ وهو الأقبح كما أن الحسنى تأنيث الأحسن، ومحلها رفع على أنها اسم «كان» عند من نصب { عَـٰقِبَةَ } على الخبر ونصب عند من رفعها، والمعنى أنهم عوقبوا في الدنيا بالدمار ثم كانت عاقبتهم السوأى، إلا أنه وضع المظهر وهو { الذين أساؤوا } موضع المضمر أي العقوبة التي هي أسوأ العقوبات في الآخرة وهي النار التي أعدت للكافرين { أَن كَذَّبُواْ } لأن كذبوا أو بأن وهو يدل على أن معنى أساؤوا كفروا { بآيات الله وكانوا بها يستهزئون } يعني ثم كان عاقبة الكافرين النار لتكذيبهم بآيات الله واستهزائهم بها