الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ فَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَاْ فِي أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ ٱللَّهِ وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ }

{ فَئآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ } أعط قريبك { حَقَّهُ } من البر والصلة { وَٱلْمَسَـٰكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } نصيبهما من الصدقة المسماة لهما، وفيه دليل وجوب النفقة للمحارم كما هو مذهبنا { ذٰلِكَ } أي إيتاء حقوقهم { خَيْرٌ لّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ } أي ذاته أي يقصدون بمعروفهم أياه خالصاً { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ وَمَا ءاتَيْتُمْ مّن رِباً لّيَرْبُوَاْ فِى أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ } يريد وما أعطيتم أكلة الربا من رباً ليربوا في أموالهم { فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ ٱللَّهِ } فلا يزكوا عند الله ولا يبارك فيه. وقيل: هو من الربا الحلال أي وما تعطونه من الهدية لتأخذوا أكثر منها فلا يربوا عند الله لأنكم لم تريدوا بذلك وجه الله { وَمَا ءاتَيْتُمْ مّن زَكَوٰةٍ } صدقة { تُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ } تبتغون به وجهه خالصاً لا تطلبون به مكافأة ولا رياء ولا سمعة { فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ } ذوو الإضعاف من الحسنات ونظير المضعف المقوى والموسر لذي القوة واليسار. { أتيتم من ربا } بلامد: مكي أي وما غشيتموه من إعطاء ربا { لتربوا } مدني أي لتزيدوا في أموالهم. وقوله { فأولئك هم المضعفون } التفات حسن لأنه يفيد التعميم كأنه قيل: من فعل هذا فسبيله سبيل المخاطبين. والمعنى المضعفون به لأنه لا بد له من ضمير يرجع إلى «ما» الموصولة. وقال الزجاج: في قوله { فأولئك هم المضعفون } أي فأهلها هم المضعفون أي هم الذي يضاعف لهم الثواب يعطون بالحسنة عشر أمثالها.

ثم أشار إلى عجز آلهتهم فقال