الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ } * { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَيُحْي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }

{ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } اعتراض ومعناه أن على المميزين كلهم من أهل السماوات والأرض أن يحمدوه، و { في السماوات } حال من { الحمد } { وَعَشِيّاً } صلاة العصر وهو معطوف على { حين تمسون } ، وقوله: { عشياً } متصل بقوله: { حين تمسون } { وَحِينَ تُظْهِرُونَ } صلاة الظهر أظهر أي: دخل في وقت الظهيرة والقول الأكثر أن الصلوات الخمس فرضت بمكة { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيّتِ } الطائر من البيضة أو الإِنسان من النطفة أو المؤمن من الكافر { وَيُخْرِجُ ٱلْمَيّتَ مِنَ ٱلْحَيّ } أي: البيضة من الطائر أو النطفة من الإِنسان أو الكافر من المؤمن، و { الميت } بالتخفيف فيهما مكي وشامي وأبو عمرو وأبو بكر وحماد، وبالتشديد غيرهم { وَيحي ٱلأَرْضِ } بالنبات { بَعْدَ مَوْتِهَا } يبسها { وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } { تخرجون } حمزة وعلي وخلف، أي: ومثل ذلك الإخراج تخرجون من قبوركم. والكاف في محل النصب بـ { تخرجون } ، والمعنى أن الإبداء والإعادة يتساويان في قدرة من هو قادر على إخراج الميت من الحي وعكسه، روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ فسبحان الله حين تمسون إلى الثلاث وأخر سورة والصافات دبر كل صلاة كتب له من الحسنات عدد نجوم السماء وقطر الأمطار وورق الأشجار وتراب الأرض، فإذا مات أجري له بكل حرف عشر حسنات في قبره " قال عليه السلام: " من قرأ حين يصبح { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } إلى قوله { وكذلك تخرجون } أدرك ما فاته في يومه، ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته " ومن آياته ومن علامات ربوبيته وقدرته { أَنْ خَلَقَكُمْ } أي: أباكم { مّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُمْ بَشَرٌ } أي: آدم وذريته { تَنتَشِرُونَ } تنصرفون فيما فيه معاشكم و { إذا } للمفاجأة وتقديره: ثم فاجأتم وقت كونكم بشراً منتشرين في الأرض.