الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } * { وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ فأَنْجَيْنـٰهُ } أي نوحاً { وأَصْحَـٰبَ ٱلسَّفِينَةِ } وكانوا ثمانية وسبعين نفساً نصفهم ذكور ونصفهم إناث منهم أولاد نوح سام وحام ويافث ونساؤهم { وَجَعَلْنَـٰهَا } أي السفينة أو الحادثة أو القصة { ءايَةً } عبرة وعظة { لّلْعَـٰلَمِينَ } يتعظون بها.

{ وَإِبْرٰهِيمَ } نصب بإضمار اذكر وأبدل عنه { إِذْ قَالَ } بدل اشتمال لأن الأحيان تشتمل على ما فيها، أو معطوف على { نوح } أي وأرسلنا إبراهيم، أو ظرف لـ { أرسلنا } يعني أرسلناه حين بلغ من السن، أو العلم مبلغاً صلح فيه لأن يعظ قومه ويأمرهم بالعبادة والتقوى. وقرأ إبراهيم النخعي وأبو حنيفة رضي الله عنهما: { وإبراهيمُ } بالرفع على معنى «ومن المرسلين إبراهيم» { لِقَوْمِهِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ } من الكفر { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } إن كان لكم علم بما هو خير لكم مما هو شر لكم { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَـٰناً } أصناماً { وَتَخْلُقُونَ } وتكذبون أو تصنعون. وقرأ أبو حنيفة والسلمي رضي الله عنهما { وتخلّقون } من خلق بمعنى التكثير في خلق { إِفْكاً } وقرىء { أفكا } وهو مصدر نحو كذب ولعب. والإفك مخفف منه كالكذب واللعب من أصلهما واختلاقهم الإفك تسميتهم الأوثان آلهة وشركاء لله { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً } لا يستطيعون أن يرزقوكم شيئاً من الرزق { فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرّزْقَ } كله فإنه هو الرازق وحده لا يرزق غيره { وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } فاستعدوا للقائه بعبادته والشكر له على أنعمه، وبفتح التاء وكسر الجيم: يعقوب.