الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كُنتَ تَرْجُوۤ أَن يُلْقَىٰ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيراً لِّلْكَافِرِينَ } * { وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ ٱللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { وَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَىٰ } يوحى { إِلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبُ } القرآن { إِلاَّ رَحْمَةً مّن رَّبّكَ } هو محمول على المعنى أي وما ألقي إليك الكتاب إلا رحمة من ربك، أو «إلا» بمعنى «لكن» للاستدراك أي ولكن لرحمة من ربك ألقي إليك الكتاب { فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيراً لّلْكَـٰفِرِينَ } معيناً لهم على دينهم { وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ ءايَـٰتِ ٱللَّهِ } هو على الجمع أي ألا يمنعنك هؤلاء عن العمل بآيات الله أي القرآن { بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ } الآيات أي بعد وقت إنزاله و { إذ } يضاف إليه أسماء الزمان كقولك «حينئذ» و «يومئذ» { وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبّكَ } إلى توحيده وعبادته { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكَينَ وَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً ءَاخَرَ } قال ابن عباس رضي الله عنهما: الخطاب في الظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أهل دينه، ولأن العصمة لا تمنع النهي، والوقف على { آخر } لازم لأنه لو وصل لصار { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } صفة لـ { الهاً آخر } وفيه من الفساد ما فيه { كُلُّ شَىْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } أي إلا إياه فالوجه يعبر به عن الذات. وقال مجاهد: يعني علم العلماء إذا أريد به وجه الله { لَهُ ٱلْحُكْمُ } القضاء في خلقه { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } تَرجِعون بفتح التاء وكسر الجيم: يعقوب، والله أعلم.