الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } * { وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ وَلَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ }

{ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ } تضمر { صُدُورُهُمْ } من عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسده { وَمَا يُعْلِنُونَ } من مطاعنهم فيه وقولهم هلا اختير عليه غيره في النبوة { وَهُوَ ٱللَّهُ } وهو المستأثر بالإلهية المختص بها { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } تقرير لذلك كقولك «القبلة الكعبة لا قبلة إلا هي». { لَهُ ٱلْحَمْدُ فِى ٱلأولَىٰ } الدنيا { وَٱلآخِرَةِ } هو قولهمٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ } [فاطر: 34]ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ } [الزمر: 74]وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } [الزمر: 75] والتحميد ثمة على وجه اللذة لا الكلفة { وَلَهُ ٱلْحُكْمُ } القضاء بين عباده { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بالبعث والنشور. وبفتح التاء وكسر الجيم: يعقوب.

{ قُلْ أَرَءَيْتُمْ } أريتم محذوف الهمزة: علي { إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلَّيْلَ سَرْمَداً } هو مفعول ثان لـ { جعل } أي دائماً من السرد وهو المتابعة ومنه قولهم في الأشهر الحرم «ثلاثة سرد وواحد فرد» والميم مزيدة ووزنه فعمل { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاء أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } والمعنى أخبروني من يقدر على هذا