الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

{ وَأَصْبَحَ } وصار { فُؤَادُ أُمّ مُوسَىٰ فَارِغاً } صفراً من العقل لما دهمها من فرط الجزع لما سمعت بوقوعه في يد فرعون { إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ } لتظهر به والضمير لموسى والمراد بأمره وقصته وأنه ولدها. قيل: لما رأت الأمواج تلعب بالتابوت كادت تصيح وتقول: وا ابناه. وقيل: لما سمعت أن فرعون أخذ التابوت لم تشك أنه يقتله فكادت تقول: وا ابناه شفقة عليه. و «إن» مخففة من الثقيلة أي إنها كادت { لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا } لولا ربطنا على قلبها والربط على القلب تقويته بإلهام الصبر { لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } من المصدقين بوعدنا وهو { إنا رادوه إليك } وجواب «لولا» محذوف أي لأبدته أو فارغاً من الهم حين سمعت أن فرعون تبناه إن كادت لتبدي بأنه ولدها لأنها لم تملك نفسها فرحاً وسروراً بما سمعت لولا أنا طمأنا قلبها وسكنا قلقه الذي حدث به من شدة الفرح لتكون من المؤمنين الواثقين بوعد الله لابتبني فرعون. قال يوسف بن الحسين: أمرت أم موسى بشيئين ونهيت عن شيئين وبشرت ببشارتين فلم ينفعها الكل حتى تولى الله حياطتها فربط على قلبها