الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ } * { فَقَدْ كَذَّبُواْ فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى ٱلأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ }

{ وما يأتيهم مّن ذكرٍ مّن الرّحمن محدثٍ ألاّ كانوا عنه معرضين } أي وما يجدد لهم الله بوحيه موعظة وتذكيراً إلا جددوا إعراضاً عنه وكفراً به { فقد كذّبوا } محمداً صلى الله عليه وسلم فيما أتاهم به { فسيأتيهم } فسيعلمون { أنباؤا } أخبار { ما كانوا به يستهزؤون } وهذا وعيد لهم وإنذار بأنهم سيعلمون إذا مسهم عذاب الله يوم بدر أو يوم القيامة ما الشيء الذي كانوا يستهزئون به ـ وهو القرآن ـ وسيأتيهم أنباؤه وأحواله التي كانت خافية عليهم.

{ أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا } { كم } نصب بـ { أنبتنا } { فيها من كلّ زوجٍ } صنف من النبات { كريمٍ } محمود كثير المنفعة يأكل منه الناس والأنعام كالرجل الكريم الذي نفعه عام. وفائدة الجمع بين كلمتي الكثرة والإحاطة أن كلمة { كل } تدل على الإحاطة بأزواج النبات على سبيل التفصيل و { كم } تدل على أن هذا المحيط متكاثر مفرط الكثرة، وبه نبه على كمال قدرته { إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مّؤمنين } أي إن في إنبات تلك الأصناف لآية على أن مبنتها قادر على إحياء الموتى، وقد علم الله أن أكثرهم مطبوع على قلوبهم غير مرجى إيمانهم { وإنّ ربّك لهو العزيز } في انتقامه من الكفرة { الرّحيم } لمن آمن منهم ووحد آية مع الإخبار بكثرتها لأن ذلك مشار به إلى مصدر أنبتنا، أو المراد إن في كل واحد من تلك الأزواج لآية أي آية.

{ وإذ } مفعول به أي اذكر إذ { نادى } دعا { ربّك موسى أن ائت } إن بمعنى أي { القوم الظّالمين } أنفسهم بالكفر وبني إسرائيل بالاستعباد وذبح الأولاد سجل عليهم بالظلم، ثم عطف