الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } * { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً }

{ خالدين فيها } حال { حسنت } أي الغرفة { مستقرّا ومقاماً } موضع قرار وإقامة وهي في مقابلة { ساءت مستقرا ومقاما } { قل ما يعبأ بكم ربّي لولا دعاؤكم } «ما» متضمنة لمعنى الاستفهام وهي في محل النصب ومعناه ما يصنع بكم ربي لولا دعاؤه إياكم إلى الإسلام أو لولا عبادتكم له أي أنه خلقكم لعبادته كقوله:وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [الذاريات: 56] أي الاعتبار عند ربكم لعبادتكم. أو ما يصنع بعذابكم لولا دعاؤكم معه آلهة، وهو كقوله تعالى:ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم } [النساء: 147] فقد كذّبتم } رسولي يا أهل مكة { فسوف يكون } العذاب { لزاماً } أي ذا لزام أو ملازماً وضع مصدر لازم موضع اسم الفاعل، وقال الضحاك: ما يعبأ ما يبالي بمغفرتكم لولا دعاؤكم معه إلهاً آخر.