{ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } أي صيحة جبريل صاح عليهم فدمرهم { بِٱلْحَقّ } بالعدل من الله يقال فلان يقضي بالحق أي بالعدل { فَجَعَلْنَـٰهُمْ غُثَاء } شبههم في دمارهم بالغثاء وهو حميل السيل مما يلي واسودّ من الورق والعيدان { فَبُعْداً } فهلاكاً يقال بعد بعداً أو بعداً أي هلك وهو من المصادر المنصوبة بأفعال لا يستعمل إظهارها { لّلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } بيان لمن دعي عليه بالبعد نحو{ هَيْتَ لَكَ } [يوسف: 23] { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً ءاخَرِينَ } قوم صالح ولوط وشعيب وغيرهم { مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ } «من» صلة أي ما تسبق أمة { أَجَلُهَا } المكتوب لها والوقت الذي حدد لهلاكها وكتب { وَمَا يَسْتَـئَخِرُونَ } لا يتأخرون عنه. { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا } فعلى والألف للتأنيث كسكرى لأن الرسل جماعة ولذا لا ينون لأنه غير منصرف { تترى } بالتنوين: مكي وأبو عمرو ويزيد على أن الألف للإلحاق كأرطى، وهو نصب على الحال في القراءتين أي متتابعين واحداً بعد واحد، وتاؤها فيهما بدل من الواو والأصل و «ترى» من الوتر وهو الفرد فقلبت الواوتاء كتراث { كُلَّمَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ } الرسول يلابس المرسل والمرسل إليه والإضافة تكون بالملابسة فتصح إضافته إليهما { فَأَتْبَعْنَا } الأمم والقرون { بَعْضُهُم بَعْضاً } في الهلاك { وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَحَادِيثَ } أخباراً يسمع بها ويتعجب منها، والأحاديث تكون اسم جمع للحديث ومنه أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وتكون جمعاً للأحدوثة وهي ما يتحدث به الناس تلهياً وتعجباً وهو المراد هنا { فَبُعْداً لّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَـٰرُونَ } بدل من { أخاه } { بأياتنا } التسع { وَسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ } وحجة ظاهرة.