{ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتٌّمْ } بالكسر: نافع وحمزة وعلي وحفص، وغيرهم بالضم { وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظـٰماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ } مبعوثون للسؤال والحساب والثواب والعقاب وثنى { أنكم } للتأكيد، وحسن ذلك للفصل بين الأول والثاني بالظرف و { مخرجون } خبر عن الأول والتقدير: أيعدكم أنكم مخرجون إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً { هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ } وبكسر التاء: يزيد، ورُوي عنه بالكسر والتنويم فيهما، والكسائي يقف بالهاء وغيره بالتاء وهو اسم للفعل واقع موقع بعد فاعلها مضمر أي بعد التصديق أو الوقوع { لِمَا تُوعَدُونَ } من العذاب، أو فاعلها { ما توعدون } واللام زائدة أي بعد ما توعدون من البعث { إِنْ هِىَ } هذا ضمير لا يعلم ما يعنى به إلا بما يتلوه من بيانه وأصله إن الحياة { إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } ثم وضع { هي } موضع الحياة لأن الخبر يدل عليها ويبينها، والمعنى لا حياة إلا هذه الحياة التي نحن فيها ودنت منا، وهذا لأن «إن» النافية دخلت على «هي» التي في معنى الحياة الدالة على الجنس فنفتها فوازنت «لا» التي لنفي الجنس { نَمُوتُ وَنَحْيَا } أي يموت بعض ويولد بعض، ينقرض قرن فيأتي قرن آخر، أو فيه تقديم وتأخير أي نحيا ونموت وهو قراءة أبي وابن مسعود رضي الله عنهما { وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } بعد الموت { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً } أي ما هو إلا مفتر على الله فيما يدعيه من استنبائه وفيما يعدنا من البعث { وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ } بمصدقين. { قَالَ رَبّ ٱنصُرْنِى بِمَا كَذَّبُونِ } فأجاب الله دعاء الرسول بقوله { قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ } { قليل } صفة للزمان كقديم وحديث في قولك«ما رأيته قديماً ولا حديثاً» وفي معناه عن قريب و «ما» زائدة أو بمعنى شيء أو زمن وقليل بدل منها وجواب القسم المحذوف { لَّيُصْبِحُنَّ نَـٰدِمِينَ } إذا عاينوا ما يحل بهم