الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ } * { وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ }

{ وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا ءَاخَرَ لاَ بُرْهَانَ } أي لا حجة { لَهُ بِهِ } اعتراض بين الشرط والجزاء كقولك «من أحسن إلى زيد ـ لا أحق بالإحسان منه ـ فإن الله مثيبه» أو صفة لازمة جيء بها للتوكيد كقولك «يطير بجناحيه لا أن يكون في الآلهة ما يجوز أن يقوم عليه برهان» { فَإِنَّمَا حِسَابُهُ } أي جزاؤه وهذا جزاء الشرط { عِندَ رَبّهِ } أي فهو يجازيه لا محالة { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَـٰفِرُونَ } جعل فاتحة السورة { قد أفلح المؤمنون } وخاتمتها { إنه لا يفلح الكافرون } فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة. ثم علمنا سؤال المغفرة والرحمة بقوله { وَقُل رَّبّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ } ثم قال { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرحِمِينَ } لأن رحمته إذا أدركت أحداً أغنته عن رحمة غيره ورحمة غيره لا تغنيه عن رحمته.