الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ وَٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } * { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ ٱلإِنْسَانَ لَكَفُورٌ } * { لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي ٱلأَمْرِ وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ }

{ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } مُلكاً وملكاً { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْغَنِيُّ } المستغني بكمال قدرته بعد فناء ما في السماوات وما في الأَرض { ٱلْحَمِيدِ } المحمود بنعمته قبل ثناء من في السماوات ومن في الأرض { الم * تَرَى أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ } من البهائم مذللة للركوب في البر { وَٱلْفُلْكَ تَجْرِى فِى ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ } أي ومن المراكب جارية في البحر، ونصب { الفلك } عطفاً على «ما» و { تجري } حال لها أي وسخر لكم الفلك في حال جريها { وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ } أي يحفظها من أن تقع { إِلاَّ بِإِذْنِهِ } بأمره أو بمشيئته { إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَؤُوفٌ } بتسخير ما في الأرض { رَّحِيمٌ } بإمساك السماء لئلا تقع على الأرض، عدد آلائه مقرونة بأسمائه ليشكروه على آلائه ويذكروه بأسمائه. وعن أبي حنيفة رحمه الله أن اسم الله الأعظم في الآيات الثمانية يستجاب لقرائتها ألبتة

. { وَهُوَ ٱلَّذِى أَحْيَاكُمْ } في أرحام أمهاتكم { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند انقضاء آجالكم { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } لإيصال جزائكم { إِنَّ ٱلإِنْسَـٰنَ لَكَفُورٌ } لجحود لما أفاض عليه من ضروب النعم ودفع عنه من صنوف النقم، أو لا يعرف نعمة الإنشاء المبدئ للوجود ولا الإفناء المقرب إلى الموعود ولا الإحياء الموصل إلى المقصود { لِكُلّ أُمَّةٍ } أهل دين { جَعَلْنَا مَنسَكًا } مر بيانه وهو رد لقول من يقول إن الذبح ليس بشريعة الله إذ هو شريعة كل أمة { هُمْ نَاسِكُوهُ } عاملون به { فَلاَ يُنَـٰزِعُنَّكَ } فلا يجادلنك والمعنى فلا تلتفت إلى قولهم ولا تمكنهم من أن ينازعوك { فِى ٱلأَمْرِ } أمر الذبائح أو الدين. نزلت حين قال المشركون للمسلمين: ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله يعني الميتة { وَٱدْعُ } الناس { إِلَىٰ رَبّكَ } إلى عبادة ربك { إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ } طريق قويم. ولم يذكر الواو في { لِكُلّ أُمَّةٍ } بخلاف ما تقدم لأن تلك وقعت مع ما يناسبها من الآي الواردة في أمر النسائك فعطفت على أخواتها، وهذه وقعت مع أباعد عن معناها فلم تجد معطفا

.