{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبّ لاَ تَذَرْنِى فَرْداً } سأل ربه أن يرزقه ولداً يرثه ولا يدعه وحيداً بلا وارث، ثم رد أمره إلى الله مستسلماً فقال { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوٰرِثِينَ } أي فإن لم تزرقني من يرثني فلا أبالي فإنك خير وارث أي باق { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ } ولداً { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } جعلناها صالحة للولادة بعد العقار أي بعد عقرها أو حسنة وكانت سيئة الخلق { إنهم } أي الأنبياء المذكورين { كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ } أي أنهم إنما استحقوا الإجابة إلى طلباتهم لمبادرتهم أبواب الخير ومسارعتهم في تحصيلها { وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً } أي طمعاً وخوفاً كقوله{ يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُو رَّحْمَةِ رَبّهِ } [الزمر: 9] وهما مصدران في موضع الحال أو المفعول له أي للرغبة فينا والرهبة منا { وَكَانُواْ لَنَا خـٰشِعِينَ } متواضعين خائفين. { وَٱلَّتِى } أي واذكر التي { أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } حفظته من الحلال والحرام { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا } أجرينا فيها روح المسيح أو أمرنا جبريل فنفخ في جيب درعها فأحدثنا بذلك النفخ عيسى في بطنها، وإضافة الروح إليه تعالى لتشريف عيسى عليه السلام { وَجَعَلْنَـٰهَا وَٱبْنَهَا ءايَةً } مفعول ثان { لّلْعَـٰلَمِينَ } وإنما لم يقل آيتين كما قال{ وَجَعَلْنَا ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ءايَتَيْنِ } [الإسراء: 12] لأن حالهما بمجموعهما آية واحدة وهي ولادتها إياه من غير فحل، أو التقدير وجعلناها آية وابنها كذلك فـ { آية } مفعول المعطوف عليه ويدل عليه قراءة من قرأ { آيتين }.