الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلاَة وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَـاةِ وَكَانُواْ لَنَا عَابِدِينَ } * { وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ ٱلْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ } * { وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَآ إِنَّهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَنُوحاً إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ }

{ وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَئِمَّةً } يقتدى بهم في الدين { يَهْدُونَ } الناس { بِأَمْرِنَا } بوحينا { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرٰتِ } وهي جميع الأعمال الصالحة وأصله أن تفعل الخيرات ثم فعلا الخيرات ثم فعل الخيرات. وكذلك قوله { وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة } والأصل وإقامة الصلاة إلا أن المضاف إليه جعل بدلاً من الهاء { وَكَانُواْ لَنَا عَـٰبِدِينَ } لا للإصنام فأنتم يا معشر العرب أولاد إبراهيم فاتبعوه في ذلك.

{ وَلُوطاً } انتصب بفعل يفسره { آتَيْنَاهُ حُكْمًا } حكمة وهي ما يجب فعله من العمل أو فصلاً بين الخصوم أو نبوة { وَعِلْماً } فقهاً { وَنَجَّيْنَـٰهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ } من أهلها وهي سدوم { ٱلَّتِى كَانَت تَّعْمَلُ ٱلْخَبَـٰئِثَ } اللواطة والضراط وحذف المارة بالحصى وغيرها { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْء فَـٰسِقِينَ } خارجين عن طاعة الله { وَأَدْخَلْنَـٰهُ فِى رَحْمَتِنَا } في أهل رحمتنا أو في الجنة { إِنَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } أي جزاء له على صلاحه كما أهلكنا قومه عقاباً على فسادهم { وَنُوحاً } أي واذكر نوحاً { إِذْ نَادَىٰ } أي دعا على قومه بالهلاك { مِن قَبْلُ } من قبل هؤلاء المذكورين { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } أي دعاءه { فَنَجَّيْنَـٰهُ وَأَهْلَهُ } أي المؤمنين من ولده وقومه { مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } من الطوفان وتكذيب أهل الطغيان.