الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْنَا يٰنَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَٰماً عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } * { وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ } * { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } * { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ }

{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِى بَرْداً وَسَلَـٰمَا } أي ذات برد وسلام فبولغ في ذلك كأن ذاتها برد وسلام { عَلَىٰ إِبْرٰهِيمَ } أراد ابردي فيسلم منك إبراهيم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: لو لم يقل ذلك لأهلكته ببردها. والمعنى أن الله تعالى نزع عنها طبعها الذي طبعها عليه من الحر والإحراق وأبقاها على الإضاءة والإشراق كما كانت وهو على كل شيء قدير { وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً } إحراقاً { فَجَعَلْنَـٰهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ } فأرسل على نمروذ وقومه البعوض فأكلت لحومهم وشربت دماءهم ودخلت بعوضة في دماغ نمروذ فأهلكته { وَنَجَّيْنَـٰهُ } أي إبراهيم { وَلُوطاً } ابن أخيه هاران من العراق { إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَـٰلَمِينَ } أي أرض الشام وبركتها أن أكثر الأنبياء منها فانتشرت في العالمين آثارهم الدينية وهي أرض خصب يطيب فيها عيش الغني والفقير. وقيل: ما من ماء عذب في الأرض إلا وينبع أصله من صخرة بيت المقدس. روي أنه نزل بفلسطين ولوط بالمؤتفكة وبينهما مسيرة يوم وليلة. وقال عليه السلام " «إنها ستكون هجرة بعد هجرة فخيار الناس إلى مهاجر إبراهيم» " { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً } قيل: هو مصدر كالعافية من غير لفظ الفعل السابق أي وهبنا له هبة: وقيل: هي ولد الولد وقد سأل ولداً فأعطيه وأعطي يعقوب نافلة أي زيادة فضلاً من غير سؤال وهي حال من { يعقوب } { وَكُلاًّ } أي إبراهيم وإسحق ويعقوب وهو المفعول الأول لقوله { جَعَلْنَا } والثاني { صَـٰلِحِينَ } في الدين والنبوة.