الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } * { إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ } * { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }

{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ } كتاب داود عليه السلام { مِن بَعْدِ ٱلذّكْرِ } التوراة { أن ٱلأَرْضَ } أي الشام { يَرِثُهَا عِبَادِىَ } ساكنة الياء: حمزة غيره بفتح الياء { ٱلصَّـٰلِحُونَ } أي أمة محمد عليه السلام، أو الزبور بمعنى المزبور أي المكتوب يعني ما أنزل على الأنبياء من الكتب. والذكر أم الكتاب يعني اللوح لأن الكل أخذوا منه. دليله قراءة حمزة وخلف بضم الزاي على جمع الزبر بمعنى المزبور والأرض أرض الجنة.

{ إِنَّ فِى هَـٰذَا } أي القرآن أو في المذكور في هذه السورة من الأخبار والوعد والوعيد والمواعظ { لَبَلَـٰغاً } لكفاية وأصله ما تبلغ به البغية { لّقَوْمٍ عَـٰبِدِينَ } موحدين وهم أمة محمد عليه السلام { وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ إِلاَّ رَحْمَةً } قال عليه السلام " إنما أنا رحمة مهداة " { لّلْعَـٰلَمِينَ } لأنه جاء بما يسعدهم إن اتبعوه ومن لم يتبع فإنما أتى من نفسه حيث ضيع نصيبه منها. وقيل: هو رحمة للمؤمنين في الدارين وللكافرين في الدنيا بتأخير العقوبة فيها. وقيل: هو رحمة للمؤمنين والكافرين في الدنيا بتأخير عذاب الاستئصال والمسخ والخسف. و { رحمة } مفعول له أو حال أي ذا رحمة.