الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يٰإِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَٱهْجُرْنِي مَلِيّاً } * { قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً }

{ قَالَ } آزر توبيخاً: { أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ الِهَتِى يٰإِبْرٰهِيمُ } أي أترغب عن عبادتها فناداه باسمه ولم يقابل { يا أبت } بـ «يا بني» وقدم الخبر على المبتدأ لأنه كان أهم عنده { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ } عن شتم الأصنام { لأرْجْمْتَّكَ } لأقتلنك بالرجام أو لأضربنك بها حتى تتباعد أو لأشتمنك { وَٱهْجُرْنِى } عطف على محذوف يدل عليه { لأرجمنك } تقديره فاحذرني واهجرني { مَلِيّاً } ظرف أي زماناً طويلاً من الملاوة { قَالَ سَلَـٰمٌ عَلَيْكَ } سلام توديع ومتاركة أو تقريب وملاطفة ولذا وعده بالاستغفار بقوله: { سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِي } سأسأل الله أن يجعلك من أهل المغفرة بأن يهديك للإسلام { إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيّاً } ملطفاً بعموم النعم أو رحيماً أو مكرماً والحفاوة الرأفة والرحمة والكرامة.