الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلاً } * { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } * { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً }

{ أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً } بفتح السين: مدني وعاصم. أي قطعاً يقال: أعطني كسفة من هذا الثوب. وبسكون السين: غيرهما جمع كسفة كسدرة وسدر يعنون قولهإن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفاً من السماء } { [سبأ: 9] } أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً } كفيلاً بما تقول شاهداً بصحته، والمعنى أو تأتي بالله قبيلاً وبالملائكة قبلاً كقوله: «كنت منه ووالدي برياً» أو مقابلاً كالعشير بمعنى المعاشر ونحوه:لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا } [الفرقان: 21] أو جماعة حالاً من الملائكة { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ } ذهب { أَوْ تَرْقَىٰ فِيٰ السَّمَآءِ } تصعد إليها { وَلَنْ نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ } لأجل رقيك { حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا } وبالتخفيف: أبو عمرو { كِتاباً } أي من السماء فيه تصديقك { تقرؤُه } صفة كتاب { قُلْ } { قال } مكي وشامي أي قال الرسول { سُبْحَانَ رَبِّي } تعجب من اقتراحاتهم عليه { هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } أي أنا رسول كسائر الرسل بشر مثلهم، وكان الرسل لا يأتون قومهم إلا بما يظهره الله عليهم من الآيات فليس أمر الآيات إلى إنما هو إلى الله، فما بالكم تتخيرونها علي { وَمَا مَنَعَ النَّاسَ } يعني أهل مكة، ومحل { أَن يُؤْمِنُوا } نصب بأنه مفعول ثان لـ { منع } { إِذْ جَآءَهُمُ الْهُدَىٰ } النبي والقرآن { إِلاَّ أَن قَالُوا } فاعل { منع } والتقدير: وما منعهم الإيمان بالقرآن وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم إلا قولهم { أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً } أي إلا شبهة تمكنت في صدورهم وهي إنكارهم أن يرسل الله البشر، والهمزة في { أبعث الله } للإنكار وما أنكروه ففي قضية حكمته منكر.

ثم رد الله عليهم بقوله: