الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } * { قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً }

{ وَإِذا قُلْنَا لِلْمَلَـٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ ءَأَسْجُد لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } هو تمييز أو حال من الموصول، والعامل فيه { أأسجد } على أأسجد له وهو طين أي أصله طين { قَالَ أَرَءيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِى } الكاف لا موضع لها لأنها ذكرت للخطاب تأكيداً هذا مفعول به والمعنى أخبرني عن هذا الذي { كَرَّمْتَ عَلَيَّ } أي فضلته، لم كرمته علي وأنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، فحذف ذلك اختصاراً لدلالة ما تقدم عليه. ثم ابتدأ فقال: { لَئِنْ أَخَّرْتَنِ } وبلا ياء: كوفي وشامي. واللام موطئة للقسم المحذوف { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرّيَّتَهُ } لأستأصلنهم بإغوائهم { إِلاَّ قَلِيلاً } وهم المخلصون. قيل: من كل ألف واحد. وإنما علم الملعون ذلك بالإعلام أو لأنه رأى أنه خلق شهواني.