الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً } * { تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } * { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً } * { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً }

{ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ } وبالتاء: حمزة وعلي { عَلَوْاْ } أي تعاليا والمراد البراءة من ذلك والنزاهة { كَبِيراً } وصف العلو بالكبر مبالغة في معنى البراءة والبعد مما وصفوه به.

{ تُسَبّحُ } وبالتاء: عراقي غير أبي بكر { لَهُ ٱلسَّمَـٰوٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ } أي يقول سبحان الله وبحمده. عن السدي قال عليه السلام: " ما اصطيد حوت في البحر ولا طائر يطير لا بما يضيع من تسبيح الله تعالى " { وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } لاختلاف اللغات أو لتعسر الإدراك أو سبب لتسبيح الناظر إليه، والدال على الخير كفاعله. والوجه الأول { إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا } عن جهل العباد { غَفُوراً } لذنوب المؤمنين.

{ وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرءانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا } ذا ستر أو حجاباً لا يرى فهو مستور { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } جمع كنان وهو الذي يستر الشيء { أَن يَفْقَهُوهُ } كراهة أن يفقهوه { وفي ءاذانهم وقراً } ثقلاً يمنع عن الاستماع { وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده } يقال: وحد يحد وحداً وحدة نحو وعد يعد وعداً وعدة فهو مصدر سد مسد الحال أصله يحد وحده بمعنى واحداً { وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَـٰرِهِمْ } رجعوا على أعقابهم { نُفُورًا } مصدر بمعنى التولية أو جمع نافر كقاعد وقعود أي يحبون أن تذكر معه آلهتهم لأنهم مشركون فإذا سمعوا بالتوحيد نفروا.