الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } * { وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } * { وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } * { وَأَلْقَوْاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ }

{ وَيَوْمَ } انتصابه بـ «اذكر» { نَبْعَثُ } نحشر { مِْن كُلِّ أُمَةٍ شَهِيداً } نبياً يشهد لهم وعليهم بالتصديق والتكذيب والإيمان والكفر { ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلِّذِيِنَ كَفَرُوا } في الاعتذار، والمعنى لا حجة لهم ولا عذر { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } ولا هم يسترضون، أي: لا يقال لهم ارضوا اربكم لأن الآخرة ليست بدار عمل. ومعنى «ثم» أنهم يمنون أي: يبتلون بعد شهادة الأنبياء عليهم السلام بما هو اطم وأغلب منها، وهو أنهم يمنعون الكلام فلا يؤذن لهم في إلقاء معذرة ولا إدلاء بحجة { وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } كفروا { ٱلْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ } أي العذاب بعد الدخول { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } يمهلون قبله { وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ } أوثانهم التي عبدوها { قَالُواْ رَبَّنَا هَـؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا } أي آلهتنا التي جعلناها شركاء { ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا مِن دُونِكَ } أي نعبد { فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَـٰذِبُونَ } أي أجابوهم بالتكذيب لأنها كانت جماداً لا تعرف من عبدها، ويحتمل أنهم كذبوهم في تسميتهم شركاء وآلهة تنزيهاً لله عن الشرك { وَأَلْقَوْاْ } يعني الذين ظلموا { إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ } إلقاء السلم الاستسلام لأمر الله وحكمه بعد الإباء والاستكبار في الدنيا { وَضَلَّ عَنْهُم } وبطل عنهم { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } من أن لله شركاء وأنهم ينصرونهم ويشفعون لهم حين كذبوهم وتبرؤوا منهم { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } في أنفسهم { وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } وحملوا غيرهم على الكفر { زِدْنَـٰهُمْ عَذَابًا فَوْقَ ٱلْعَذَابِ } أي عذاباً بكفرهم وعذاباً بصدهم عن سبيل الله { بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } بكونهم مفسدين الناس بالصد