الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ وَٱلْسُّوۤءَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ بَلَىٰ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ }

{ ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يُخْزِيهِمْ } يذلهم بعذاب الخزي سوى ما عذبوا به في الدنيا { وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ } على الإضافة إلى نفسه حكاية لإضافتهم ليوبخهم بها على طريق الاستهزاء بهم { ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تُشَـٰقُّونَ فِيهِمْ } تعادون وتخاصمون المؤمنين في شأنهم { تشاقون } نافع أي تشاقونني فيهم لأن مشاقة المؤمنين كأنها مشاقة الله { قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } أي الأنبياء والعلماء من أممهم الذين كانوا يدعونهم إلى الإيمان ويعظونهم فلا يلتفتون إليهم ويشاقونهم يقولون ذلك شماتة بهم أو هم الملائكة { إِنَّ ٱلْخِزْىَ ٱلْيَوْمَ } الفضيحة { وَٱلْسُّوءَ }

العذاب { عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } وبالياء: حمزة وكذا ما بعده { ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ } بالكفر بالله { فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ } أي الصلح والاستسلام أي أخبتوا وجاؤوا بخلاف ما كانوا عليه في الدنيا من الشقاق وقالوا { مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ } وجحدوا ما وجد منهم من الكفران والعداوة فرد عليهم أولو العلم وقالوا { بَلَىٰ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } فهو يجازيكم عليه وهذا أيضاً من الشماتة وكذلك { فَٱدْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } جهنم.