الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ } * { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } * { وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ } * { قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ }

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ } أي شكر نعمة الله { كُفْراً } لأن شكرها الذي وجب عليهم وضعوا مكانه كفراً، فكأنهم غيروا الشكر إلى الكفر وبدلوه تبديلاً وهم أهل مكة، كرمهم بمحمد عليه السلام فكفروا نعمة الله بدل ما لزمهم من الشكر { وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ } الذين تابعوهم على الكفر { دَارَ ٱلْبَوَارِ } دار الهلاك { جَهَنَّمَ } عطف بيان { يَصْلَوْنَهَا } يدخلونها { وَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } وبئس المقر جهنم { وَجَعَلُواْ للَّهِ أَندَادًا } أمثالا في العبادة أو في التسمية { لّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ } وبفتح الياء: مكي وأبو عمرو { قُلْ تَمَتَّعُواْ } في الدنيا والمراد به الخذلان والتخلية. وقال ذو النون: التمتع أن يقضي العبد ما استطاع من شهوته { فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ } مرجعكم إليها.

{ قُل لّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } خصهم بالإضافة إليه تشريفاً. وبسكون الياء شامي وحمزة وعلي والأعشى { يُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } المقول محذوف لأن { قل } تقتضي مقولاً وهو أقيموا وتقديره: قل لهم أقيموا الصلاة وأنفقوا يقيموا الصلاة وينفقوا. وقيل إنه أمر وهو المقول والتقدير ليقيموا ولينفقوا، فحذف اللام لدلالة قل عليه، ولو قيل يقيموا الصلاة وينفقوا ابتداء بحذف اللام لم يجز { سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } انتصبا على الحال أي ذوي سر وعلانية يعني مسرين ومعلنين، أو على الظرف أي وقتي سر وعلانية، أو على المصدر أي إنفاق سر وإنفاق علانية، والمعنى إخفاء التطوع وإعلان الواجب { مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلَـٰلٌ } أي لا انتفاع فيه بمبايعة ولا مخالة والخلال المخالة، وإنما ينتفع فيه بالإنفاق لوجه الله. بفتحهما: مكي وبصري، والباقون بالرفع والتنوين