الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيۤ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }

{ قَالَ يَـا قَوْمٌ أَرَءيْتُمْ } أخبروني { إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيّنَةٍ } برهان { مّن رَّبّى } وشاهد منه يشهد بصحة دعواي { وآتني رحمةً من عنده } يعني النبوة { فَعُمّيَتْ عَلَيْكُمْ } -أي خفيت. { فعميت }: حمزة وعلي وحفص أي أخفيت أي فعميت عليكم البينة فلم تهدكم كما لو عمي على القوم دليلهم في المفازة بقوا بغيرها، وحقيقته أن الحجة كما جعلت بصيرة ومبصرة جعلت عمياء لأن الأعمى لا يهتدي ولا يهدي غيره { أَنُلْزِمُكُمُوهَا } أي الرحمة { وَأَنتُمْ لَهَا كَـٰرِهُونَ } لا تريدونها، والواو دخلت هنا تتمة للميم. وعن أبي عمرو إسكان الميم ووجهه أن الحركة لم تكن إلا خلسة خفيفة فظنها الراوي سكوناً وهو لحن، لأن الحركة الإعرابية لا يسوغ طرحها إلا في ضرورة الشعر.