الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْقَارِعَةُ } * { مَا ٱلْقَارِعَةُ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ } * { يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } * { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } * { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } * { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } * { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } * { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ } * { نَارٌ حَامِيَةٌ }

مكية وهي إحدى عشرة آية

بسم الله الرحمن الرحيم

{ ٱلْقَارِعَةُ } مبتدأ { مَا } مبتدأ ثانٍ { ٱلْقَارِعَةُ } خبره والجملة خبر المبتدأ الأول، وكان حقه ما هي وإنما كرر تفخيماً لشأنها { وَمَا أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ } أي أيّ شيء أعلمك ما هي ومن أين علمت ذلك؟ { يَوْمٍ } نصب بمضمر دلت عليه القارعة أي تقرع يوم { يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والذلة والتطاير إلى الداعي من كل جانب كما يتطاير الفراش إلى النار، وسمي فراشاً لتفرشه وانتشاره { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } وشبه الجبال بالعهن وهو الصوف المصبغ ألوناً لأنها ألوانوَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوٰنُهَا } [فاطر: 27] وبالمنفوش منه لتفرق أجزائها { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوٰزِينُهُ } باتباعهم الحق وهي جمع موزون وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله، أو جمع ميزان وثقلها رجحانها { فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } ذات رضا أو مرضية { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوٰزِينُهُ } باتباعهم الباطل { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } فمسكنه ومأواه النار. وقيل: للمأوى أمٌّ على التشبيه لأن الأم مأوى الولد ومفزعه { وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ } الضمير يعود إلى { هَاوِيَةٌ } والهاء للسكت ثم فسرها فقال { نَارٌ حَامِيَةٌ } بلغت النهاية في الحرارة والله أعلم.