الرئيسية - التفاسير


* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّىٰ إِذَآ أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ }

{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِى إِسْرٰءيلَ ٱلْبَحْرَ } هو دليل لنا على خلف الأفعال { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ } فلحقهم. يقال: تبعته حتى أتبعته { بَغِيّاً } تطاولاً { وَعَدْوًا } ظلماً وانتصباً على الحال أو على المفعول له { حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ } ولا وقف عليه لأن { قَالَ ءامَنتُ } جواب { إذا } - { أَنَّهُ } - إنه حمزة وعلي على الاستئناف بدل من { آمنت } وبالفتح غيرهما على حذف الباء التي هي صلة الإيمان { لا إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِى ءامَنَتْ بِهِ بَنواْ إِسْرٰءيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } وفيه دليل على أن الإيمان والإسلام واحد حيث قال: { آمنت } ثم قال: { وأنا من المسلمين } كرر فرعون المعنى الواحد ثلاث مرات في ثلاث عبارات حرصاً على القبول ثم لم يقبل منه حيث أخطأ وقته وكانت المرة الواحدة تكفي في حالة الاختيار { ٱلئَـٰنَ } أتؤمن الساعة في وقت الاضطرار حين أدركك الغرق وأيست من نفسك. قيل: قال ذلك حين ألجمه الغرق والعامل فيه أتؤمن { وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ } من الضالين المضلين عن الإيمان. روي أن جبريل عليه السلام أتاه بفتيا: ما قول الأميرفي عبد لرجل نشأ في ماله ونعمته فكفر نعمته وجحد حقه وادعى السيادة دونه، فكتب فيه يقول أبو العباس الوليد بن مصعب: جزاء العبد الخارج على سيده الكافر نعماءه أن يغرق في البحر فلما ألجمه الغرق ناوله جبريل عليه السلام خطه فعرفه.