{ قُلْ أَرَءيْتُمْ } أخبروني { مَّا أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مّن رّزْقٍ } «ما» منصوب بـ { أنزل } أو بـ { أرأيتم } أي أخبرونيه{ فَجَعَلْتُمْ مّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً } فبعضتموه وقلتم هذا حلال وهذا حرام كقوله { ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا } [الأنعام: 139] نعم الأرزاق تخرج من الأرض ولكن لما نيطت أسبابها بالسماء نحو المطر الذي به تنبت الأرض النبات، والشمس التي بها النضج وينع الثمار، أضيف إنزالها إلى السماء { قُلِ ٱللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ } متعلق بـ { أرأيتم } و { قل } تكرير للتوكيد، والمعنى أخبروني الله أذن لكم في التحليل والتحريم فأنتم تفعلون ذلك بإذنه { أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } أم أنتم تكذبون على الله في نسبة ذلك إليه، أو الهمزة للإنكار و«أم» منقطعة بمعنى بل أتفترون على الله تقريراً للإفتراء. والآية زاجرة عن التجوز فيما يسأل من الأحكام، وباعثة على وجوب الاحتياط فيه، وأن لا يقول أحد في شيء جائز أو غير جائز إلا بعد إيقان وإتقان وإلا فهو مفتر على الديان { وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ } ينسبون ذلك إليه { يَوْمُ ٱلْقِيَـٰمَةِ } منصوب بالظن وهو ظن واقع فيه أي أي شيء ظن المفترين في ذلك اليوم ما يصنع بهم وهو يوم الجزاء بالإحسان والإساءة وهو وعيد عظيم حيث أبهم أمره { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } حيث أنعم عليهم بالعمل ورحمهم بالوحي وتعليم الحلال والحرام { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } هذه النعمة ولا يتبعون ما هدوا إليه.