{ فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ } يعني وقائع الله فيهم كما يقال أيام العرب لوقائعها { قُلْ فَٱنْتَظِرُواْ إِنَّى مَعَكُمْ مّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ ثُمَّ نُنَجّى رُسُلُنَا } معطوف على كلام محذوف يدل عليه { إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم } كأنه قيل: نهلك الأمم ثم ننجي رسلنا على حكاية الأحوال الماضية { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } ومن آمن معهم { كَذَلِكَ حَقّا عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي مثل ذلك الإنجاء ننجي المؤمنين منكم ونهلك المشركين و { حقاً علينا } اعتراض أي حق ذلك علينا حقاً. { ننجي } بالتخفيف: علي وحفص. { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يا أهل مكة { إِن كُنتُمْ فِى شَكّ مّن دِينِى } وصحته وسداده فهذا ديني فاستمعوا وصفه، ثم وصف دينه قال: { فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي الأصنام { وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِى يَتَوَفَّاكُمْ } يميتكم، وصفه بالتوفي ليريهم أنه الحقيق بأن يخاف ويتقي ويعبدون دون ما لا يقدر على شيء { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي بأن أكون يعني أن الله أمرني بذلك بما ركب فيّ من العقل وبما أوحى إليّ في كتابه { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ } أي وأوحى إليّ أن أقم ليشاكل قوله أي استقم مقبلا بوجهك على ما أمرك الله، أو استقم إليه ولا تلتفت يميناً ولا شمالا { حَنِيفاً } حال من الدين أو الوجه { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكَينَ }