{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ } إن لا تنصروا الرسول بالنفير معه فقد نصره الله بالملائكة، أو بإرشاده إلى الهجرة حتى أغناه من إعانتكم. { أخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ } من مكة أعلمهم أنه غني عن نصرهم، دخل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر ـ رضي الله تعالى عنه ـ الغار فأقاما فيه ثلاثاً وجعل الله ـ تعالى ـ على بابه ثمامة وهي شجيرة صغيرة، وألهمت العنكبوت فنسجت على بابه، ولما ألم الحزن قلب أبي بكرـ رضي الله تعالى ـ عنه بما تخيله من وهن الدين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا تحزن إن الله معنا بالنصر عليهم " { سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } النبي صلى الله عليه وسلم أو أبو بكر ـ رضي الله تعالى عنه ـ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم أنه منصور، والسكينة الرحمة، أو الطمأنينة، أو الوقار، أو شيء سَكَّنَ الله ـ تعالى ـ به قلوبهم. { بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } الملائكة، أو الثقة بوعده واليقين بنصره وتأييده بإخفاء أثره في الغار لما طلب، أو بمنعهم من التعرض له لما هاجر.