الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ قُلِ ٱلأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }

{ الأَنفَالِ } الغنائم، أو [أنفال] السرايا التي تتقدم أمير الجيش، أو ما شذ من المشركين إلى المسلمين بغير قتال من عبد أو دابة، أو خمس الفيء والغنائم الذي لأهل الخمس، أو الزيادة يزيدها الإمام لبعض الجيش لما يراه من الصلاح، والنفل: العطية، والنوفل: الكثير العطايا، أو النفل: الزيادة من الخير ومنه صلاة النافلة، سألوا عن الأنفال لجهلهم بِحِلها لأنها كانت حراماً على الأمم فنزلت، أو نزلت فيمن شهد بدراً من المهاجرين والأنصار [واختلفوا] وكانوا أثلاثاً فملكها الله ـ تعالى ـ رسوله صلى الله عليه وسلم فقسمها كما أراه، أو " لما قتل سعد بن أبي وقاص سعيد بن أبي العاص يوم بدر وأخذ سيفه وقال للرسول صلى الله عليه وسلم: هبه لي، فقال: " اطرحه في القبض " فشقّ عليه فنزلت، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " أذهب فخذ سيفك " " أو قال الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر " مَن صنع كذا فله كذا وكذا " فسارع الشبان وبقي الشيوخ تحت الرايات فلما فُتح عليهم طلبوا ما جعل لهم، فقال الشيوخ: لا تستأثروا علينا فإنا كنا ردءاً لكم، فنزلت، وهي محكمة، أو منسوخة بقوله ـ تعالى ـوَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ } [الأنفال: 41] { الأَنفَالُ لِلَّهِ } مع الدنيا والآخرة، وللرسول صلى الله عليه وسلم يضعها حيث أُمر. { وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ } برد أهل القوة على أهل الضعف، أو بالتسليم لله ـ تعالى ـ ورسوله صلى الله عليه وسلم ليحكما في الغنيمة بما شاءا.